إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
74518 مشاهدة print word pdf
line-top
دعوى الرافضة أن من أحب الصحابة أبغض آل البيت

...............................................................................


الرافضة يقولون: إنكم تبغضون ذوي القربى، إنكم تبغضون عليًّا وأهل البيت يقولون: إن من أحب أبا بكر وعمر وعثمان وابن عمر وجابرا وأنسا وأبا هريرة ونحوهم فقد أبغض عليًّا وأبغض الحسن والحسين وأبغض فاطمة وأبغض ذريتهم .
ويقولون: لا ولاء إلا ببراء لا تكونون موالين لعلي إلا إذا تبرأتم من أبي بكر وعمر يقولون: إنهم أعداء له، إن أبا بكر وعمر أعداء لعليّ وأنهم حسدوه وأنهم ظلموه، وأنهم كتموا حقه، وأنهم لم يعطوا فاطمة ميراثها من أبيها وأنهم وأنهم .
فلذلك يقولون: لا ولاء إلا ببراء؛ لا توالي عليًّا إلا إذا تبرأت من أبي بكر وعمر ويقولون لأهل السنة: إنكم أعداء أهل القربى؛ أعداء ذوي القربى، وكذبوا فأهل السنة يحبون أهل البيت أشد من محبة الرافضة؛ ولكن هذه المحبة لا تحملهم على الكذب، ولا تحملهم على جحد الفضائل، وعلى كتمان الحق؛ بل تحملهم على محبة أهل الخير، وعلى القول الصحيح السليم فيما عليه أهل الحق فيقول:
.............................
ومودة القـربى بهـا أتوسـل
أتوسل إلى الله تعالى بمحبتي لذوي القربى ذوي القربى أقارب النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس ذلك خاصا بعليّ وذريته كما يقوله الرافضة .
الرافضة يقولون: أهل البيت خاصة هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين بقية أولاد عليّ ليسوا من أهل البيت، وأولاد جعفر ليسوا من أهل البيت، وكذلك أيضا عم النبي -صلى الله عليه وسلم- في زعمهم العباس وذريته، والعباسيون الذين تولوا الخلافة؛ كل هؤلاء -في زعمهم- ليسوا من ذوي القربى، وليسوا من أهل البيت، وذلك لأن العباس عندهم عدو أيضا لعليّ مع أنه عمه؛ عم النبي- صلى الله عليه وسلم- وعم عليّ وعم عبد الله بن جعفر فكيف مع ذلك يكون عدوا له؟ فذوو القربى عندهم خاص بأربعة أو خمسة، وأما غيرهم فليسوا من ذوي القربى .

line-bottom